أوضحت أوساط فرنسية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمبادرته مردها الأول إلى الالتزامات التي قطعها للشعب اللبناني ولمجتمعه المدني، وذلك رغم العوائق القائمة على طريقه، وأولها إمكانية أن تحصل، فيما الطبقة السياسية ما زالت تتخبط في تناقضاتها وتتقاتل على الحقائب والمنافع وتراهن على التغيرات الإقليمية أو الأميركية. ولا تكتم هذه الأوساط غيظها من أداء هذه الطبقة غير القادرة والفاسدة، لكنها في الوقت عينه ملزمة بالتعاطي معها، عملاً بمبدأين؛ الأول، سيادة لبنان، ورفض فرنسا المساس بها، واعتبار أن اهتمامها بلبنان لا ينبع من رغبة في الهيمنة، بل في المساعدة. والثاني مبدأ الواقعية السياسية، إذ إن هذا هو المعروض سياسياً".
وشددت الأوساط على أن "الجانب الفرنسي يعي أن الشارع اللبناني ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني فقدت الثقة بأهل السياسة. من هنا، فإن باريس ما زالت متمسكة بأن تمر مساعداتها عبر هذه المنظمات"، مبينة أن "مهمة الموفد الفرنسي باتريك دوريل في بيروت، فإن الغرض الأول منها كان مزدوجاً، من جهة نقل رسائل من ماكرون إلى السياسيين وإلى الشعب اللبناني للتعبير عن قلقه من تطور الأمور في لبنان ومن الانسداد السياسي، رغم الالتزامات التي تعهد بها السياسيون"، مشيرة إلى أن "اللافت للنظر أن الأفرقاء كافة التي التقاها دوريل جددت تمسكها بالمبادرة الفرنسية".